خبر ناب زاگرسي

قصة حقيقية مهر مثيرة لثنائي كردي في كردستان

راوي القصة: محمد فتاحي

آذر ۱۴۰۴

 

في أيامٍ تُقاس فيها المهور غالباً بعدد القطع الذهبية ووزن الذهب، اختار شابان عاشقان من كامياران في قلب كردستان أن يعقدا قران حبهما بمقياس آخر تماماً:

غرس ٢٧٢٥ شتلة بلوط في تربة زاغروس المقدسة.

 الصورة التي انتشرت هذه الأيام في الفضاء الافتراضي بين الإيرانيين ليست مجرد صورة عروس وعريس؛ إنها صورة عهد عظيم خالد (انظر الصورة أعلاه).

عهدٌ لم يحملوا فيه الذهب على أكتاف بعضهم، بل زرعوا بذور الأمل في تراب زاغروس المتألم، لتتشابك جذور حبهما مع جذور البلوط، وتمتد أغصانها ظلالاً أبدية فوق سماء زاغروس وإيران.  لم يقولا: «مهري كذا وكذا من الذهب»،

بل قالا:

«مهري هو حياة الغابة، حياة التراب، حياة أجيال لم تأتِ بعد».  لم يقولا: «نقيم عرسنا في قاعة فخمة»،

بل قالا: «نحتفل بزفافنا تحت سماء زاغروس، بجانب الشتلات التي غرسناها لتوّنا، حتى يمتزج صوت ضحكاتنا بصوت الريح في أوراق أشجار البلوط». 

هذان الطائران العاشقان فتحا جناحيهما لا على قفص من ذهب، بل على امتداد زاغروس الأخضر الرحب.

أظهرا لنا أن الحب حين يصبح راسخاً، لا يقتصر على الشخصين وحدهما،

بل يشرك معهما الغابة والنهر والطير والمستقبل.  قالا: هذا بداية فصل جديد تماماً في تاريخ العشق عندنا؛

فصلٌ لم يعد فيه المهر «حِملاً» ثقيلاً، بل أصبح «جناحاً» يرفع الطبيعة إلى السماء.

فصلٌ تكون فيه كل برعم أخضر خاتم زواج جديد على إصبع الأرض.

فصلٌ يصبح فيه كل عرس ولادة جديدة لزاغروس.  أيها الشباب الإيراني!

 


 الصورتان رقم ٢ و٣ هما صور رمزية لغرس شتلات البلوط في منطقة غابات زاغروس على يد العروس والعريس الكردستانيين، بابتسامة على الشفاه وفرح يعمر القلب.

 أيها العشاق في العالم أجمع!

انظروا إلى هذين العاشقين من كامياران؛

علمانا أنه يمكن أن نكون عشاقاً وفي الوقت نفسه عشاقاً للأرض.

يمكن أن نعقد قراننا ونصلح في الآن ذاته كسور الحاضر والماضي.

يمكن أن نحتفل ونقيم في الوقت عينه عيد الطبيعة.  هلمّوا ننقل هذه الحركة من كردستان إلى كل إيران ثم إلى العالم كله:

أن يولد في كل عرس غابة تُحيى من جديد.  فليكُن كل مهر أملاً أخضر.

ولتكُن كل دبلة زواج حلقة شجرة على جسد التراب.  وأنتِ يا زاغروس!

أيتها الأم العطوفة الكبيرة في غرب إيران!

لقد نفخ هذان الشابان بروحٍ جديدة فيكِ بنيّةٍ طاهرة.

الآن كل نسمة تتسلل بين أوراق البلوط تهمس باسميهما.

وكل قطرة مطر تسقط على الشتلات تدعو لهما بالخير.  مباركٌ ذكر هذين الرفيقين الطاهرين،

مباركٌ عليكِ يا زاغروس أن عشقتِ من جديد،

مباركٌ عليكِ يا زاغروس أن تعلمتِ كيف يُكتب الحب هكذا أيضاً:

بأيدٍ مملوءة تراباً وقلوب مفعمة أشجاراً.  كونوا خضراً، كونوا دائمين.